السادة الزملاء،
إنه لمن دواعي سرورنا أن نقدم لكم نشرة الموظفين الثانية لشركة حسن علام القابضة في وقت تمر فيه مصر وجميع دول العالم بمرحلة صعبة، وخاصة في ظل حالة القلق التي تنتاب الأسر حول سلامة محبيهم وذويهم، وكذلك الموظفين تجاه ما يحمله المستقبل من أحداث.
وفي مثل هذه الأوقات نود أن نؤكد على قناعتنا بأن التعاون والاتحاد هما السبيل الأمثل لعبور هذه المرحلة وتجاوز التحديات الراهنة، كما هو حالنا دائمًا منذ انطلاق مسيرتنا الناجحة قبل 80 عامًا. فقد استطاعت الشركة على مدار سنوات طويلة، بفضل روح العائلة
التي تجمعنا، في عبور العديد من الصعاب، ومن بينها الاضطرابات السياسية، والأزمات الاقتصادية، والحروب، والسلام، لنخرج منها أكثر قوة وصلابة.
لقد تأسست المسيرة الرائدة للشركة قبل 80 عامًا على يد فريق عمل صغير من العمال والموظفين الذين ساهموا في تشييد مجموعة من أبرز مرافق البنية الأساسية في مصر. واليوم تحولت حسن علام القابضة إلى شركة الإنشاءات الكبرى التي تحظى بتصنيف عالمي بين أبرز
الشركات العاملة في هذا المجال، وذلك بفضل فريق العمل الذي يضم 35 ألف موظف وعامل والآلاف من العمال والموردين والمقاولين المرتبطين بالشركة. ومن هذا المنطلق، نؤكد على أن جميع موظفي الشركة وعامليها هم أساس المكانة الرائدة التي تحظى بها الشركة اليوم،
وهم أيضًا الذين سيقودون بجهودهم والتزامهم دفة العبور والخروج من الأزمة الراهنة. ومن هذا المنطلق يأتي دافع الشركة لتطبيق عدة إجراءات وقائية لضمان سلامة وصحة موظفيها باعتبارها الأولوية القصوى للشركة، وذلك إيمانًا منها بأن التكاتف والدعم المتبادل
هو السبيل الأمثل لتجاوز أصعب التحديات.
فمنذ بدء تداعيات انتشار فيروس كورونا المستجد، قامت الشركة بتطبيق العديد من الإجراءات الاحترازية بهدف الحد من مخاطر تفشي الفيروس، ومن بينها التعقيم اليومي للمعدات والمكاتب ومواقع العمل، واعتماد جداول العمل الدورية وترتيبات العمل من المنزل. ومن
منطلق حرصها الزائد على الحفاظ على صحة وسلامة الموظفين والعمال، أدركت الشركة أن هذه الإجراءات قد لا تكون كافية لمنع انتشار المرض بين عمال الشركة الذين يقدر عددهم بالآلاف نظرًا لطبيعة عمل الشركة التي تستلزم الاختلاط والتفاعل المنتظم والمباشر مع
أطراف خارجية. ومن ثمّ اتخذت الشركة قرارها يوم الجمعة الموافق 27 من مارس الماضي بتعليق العمل في جميع المواقع التابعة للشركة لمدة أسبوع، مع منح فريق العمل أجازة مدفوعة الأجر خلال تلك الفترة. ويأتي هذا القرار لضمان سلامة الجميع لحين إجراء تقييم
للموقف ودراسة كافة الإجراءات الاحترازية التي سنقوم باتباعها خلال الفترة القادمة.
ومن منطلق إيمان الإدارة بأن تطبيق مبادئ الشفافية مع فريق العمل واطلاعه الدائم على مستجدات الأوضاع يعد أمرُ حتمي. وكما عهدتمونا دائمًا بالنزاهة والصراحة، فإننا نتوقع ألا تسير الأمور كما هو معتاد خلال الأسابيع المقبلة، بالنظر إلى التأخير في تنفيذ
الأعمال على خلفية اضطراب سلسلة الإمداد والتوريد، إلى جانب ما قد نتخذه من إجراءات لمنع تفشي فيروس كورونا. ومن ناحية أخرى، لا يمكننا الجزم بالمدة الزمنية التي سيستمر فيها تطبيق هذه الإجراءات أو إلى أي مدى سيتم تأخير الأعمال، لكن ما هو ضروري في
الوقت الراهن هو عدم استباق الأحداث والتعاون معًا من أجل تجاوز هذه الأزمة.
كما نؤكد على أن الأزمة الحالية المتعلقة بفيروس كورنا لم تكن الأولى التي تشهدها الشركة في الآونة الأخيرة، فقد عاصرنا أحداثًا مشابهة خلال العشر سنوات الماضية من مختلف الاضطرابات التي مرت بها مصر، وقررنا حينها الالتزام بتنفيذ الخطط المستقبلية للشركة
والتوسع بفريق العمل عوضًا عن التخلي عنه على غرار شركات أخرى. ومن هذا المنطلق وإيمانًا بأن فريق العمل هو المحور الرئيسي لترسيخ ريادة الشركة وإنجاح مسيرتها حاليًا، تحرص حسن علام القابضة على ضمان أمن وسلامة جميع العمال والموظفين، مؤكدين على قدرتنا
على تجاوز هذه الأزمة معًا.
وقد استطاعت الشركة الحفاظ على تواصلها مع الشركاء والأطراف ذات العلاقة بفضل ما تحظى به من علاقات قوية وثقة نُسجت طوال سنوات طويلة من العمل سويًا، والذين عبروا عن دعمهم وتعاونهم مع الجهود التي تبذلها الشركة لتجاوز تحديات المرحلة الراهنة. ونرى أنه
بمجرد انتهاء الأزمة، سيكون هناك حاجة ماسة لتحسين البنية الأساسية في الكثير من القطاعات الاقتصادية الحيوية بمصر، كما أننا سنستكمل خطة النمو والتنمية التي حددتها رؤية مصر 2030، والأهم أننا سنعبر معًا هذه الأزمة ونحن يد واحدة.
ختامًا، ندعوكم إلى الالتزام بالتوصيات والإجراءات الوقائية من أجل الحفاظ على سلامة وصحة أنفسهم وذويكم. ولا يسعنا إلا أن نوجه لكم جزيل الشكر والعرفان لما بذلتموه من جهد عظيم وتفانٍ في مواجهة هذه الأزمة.
مع أفضل التمنيات
عمرو علام، وحسن علام